الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة الجمهورية تكشف الانتماءات الرياضية لحكّام كرة القدم التونسية

نشر في  27 أفريل 2016  (11:32)

تزامنا مع كشف التعيينات أو عند اعلان الصفارات النهائية لكل جولة، يرتفع التراشق بالتهم وتنساب معه التصريحات النارية من لاعبي ومسيّري هذا الفريق أو ذاك جازمة بوجود قوى خفيّة تساهم بقراراتها وتوجيهاتها في السير العام لنتائج مواجهات البطولة التونسية، ومع كل ما يحصل منذ سنوات فان السيناريو ذاته بات يتكرّر بنفس الحبكة الدرامية المذهلة من قبل أولي القرار في كرة القدم التونسية..ومع ذلك يزداد الاقتناع بوجود قذارات حقيقية في المشهد ترسّخا لدى جمهور الملاحظين..
تعددت أخطاء الحكام عن حسن نيّة أو مع سبق الاضمار والترصد، لكن التقييمات والتبريرات لم تختلف صلب الادارة الوطنية التحكيم واللجان المتفرّعة عنها التي تصرّ مرارا على مغالطة الجميع بالتقليل من قتامة المشهد وتصرّ على القول ان ما يحدث ليس ناجما سوى عن أزمة ثقة..أما النوايا السيئة والتعيينات المشبوهة فلتذهب الى الجحيم، فلا وجود لها الا في مخيّلة "النفوس المريضة" دائما حسب رواية أهل القرار..
وفي هذه المساحة من أخبار الجمهورية ومع اشتعال الرهان في أعلى جدول الترتيب وأسفله وتكرّر الأخطاء التحكيمية الكارثية والتي لاقت ارتفاعا غير مسبوق في منسوب الاحتجاجات والاتهامات عن أجندات خفية يطبّقها بعض الحكام لنصرة بعض الفرق، فقد حاولنا بالاستئناس الى عدّة مصادر تحكيمية موثوقة كشف حقيقة الانتماءات الرياضية لقضاة الميادين في كرة القدم التونسية..عسى ذلك يساعد لجنة التعيينات و"ينير سبيلها" لتفادي بعض القرارات التي تلطّخها الشبهات عند تسمية حكم ما في ادارة لقاء فريقه المفضل..
صحيح أنه من حقّ حكام كرة القدم، كما هو شأن الاعلاميين الرياضيين أن يشجعوا فريقا معيّنا، لأن التعلق بكرة القدم سبق دون شك دخولهم هذا الاختصاص أو ذاك، غير أن ما يخشاه الجمهور الرياضي في كلتا الحالتين هو أن تتمازج القرارات التحكيمية وحتى التحاليل والقراءات الصحفية مع الأهواء الرياضية الذاتية التي سعينا الى التقصّي عنها، وهو ما تطّلعون عليه تباعا في هذه المساحة..
وبعيدا، عن القراءات الخبيثة والتأويلات المجانبة للحياد، فان أبرز ما يمكن اكتشافه حسب ما رصدناه في هذا التحقيق هو أن النجم الساحلي يستأثر باعجاب نسبة بارزة من الحكام التونسيين، ونذكر منهم عامر شوشان ومحمد شعبان وأمير الوصيف الذي يتقاسم المشاعر بين "ليتوال" ونادي بنبلة، وكذلك نصر الله الجوادي بين النجم والملعب السوسي وهيثم قيراط ومراد بن حمزة المحسوب رياضيا على النجم وكانت هيئة النجم "كرّمته" بشرف ادارة مواجهة أولمبيك مرسيليا، فيما يعرف عن رشدي قزقز ميله الى النجم وهلال مساكن..فيما يدرك المقربون الى زياد كرير أنه "ايتواليست" رغم اقامته في جهة تونس وهو كذلك نفس الأمر بالنسبة للحكم ماهر الحرابي المحسوب على نادي جوهرة الساحل كانتماء رياضي.
وحتى نختم مع صفحة النجم الساحلي، فلا بدّ من الاشارة الى أنه يلقى هوى أيضا في نفوس كل من هيثم القصعي وزميله عبد الحميد الحشفي وهذا مرتبط حسب ما رصدنا باقامتهم جغرافيا في جهة الساحل..
ولل"مكشخة" نصيب..
غير بعيد عن استئثار النجم بغالبية الانتماء الرياضي للحكام، فانه يعرف أيضا تعلّق عدة حكام بالترجي الرياضي ومنهم نذكر كلّ من سليم بلخواص رغم تضليله بشبيبة العمران كفريق مقرّب الى القلب، ويتقاسم صادق السالمي نفس المشاعر بين الترجي الرياضي وأمل حفوز الذي لعب له سابقا، ويعد يوسف السرايري بدورة من المحسوبين على "المكشخة" وكذلك زميله محمد أمين بالناصر.
"كلوبيستية" رغم التضليل..
حتى وان كان النادي الافريقي من أبرز المتضرّرين هذا الموسم من هفوات سادة الملاعب، فلابدّ من الاشارة الى أن عددا من الحكام يعشقون هذا الفريق وأبرزهم دون شك محمد سعيد الكردي الذي يعدّ من هواة الافريقي رغم أنه عاشق من الطراز الرفيع للمستقبل الرياضي بقابس ونشط في صفوفه الى حدود صنف الأواسط، كما أن وسيم بن صالح وزميله مختار دبوس (المعاقب) من أنصار نادي الشعب بالاضافة الى الحكم خالد القيزاني المعروف عنه أنه كلوبيست رغم ميله الطفيف الى فريق الجهة حيث يقطن وهو النادي البنزرتي..
حرّوش والبقية..
ختام الجولة يحملنا الى بعض الانتماءات المتفرّقة حسب الانتماء الجغرافي لبعض الحكام، وأبرزهم ياسين حرّوش الذي سبق له أن صرّح لأخبار الجمهورية أنه يعترف دون مواربة بعشقه لمحيط قرقنة ثم النادي الصفاقسي، كما أن الحكم كريم الخميري "ستاديست" حسب ما يدركه المقربون منه، ويعدّ الحكم الصاعد فوزي الجريدي من أنصار مستقبل قابس..فيما يناصر وليد البناني فريق جهته مستقبل القصرين..
وبعيدا عما كشفه هذا الرصد الذي شمل تقريبا أبرز الوجوه التحكيمية التي تدير لقاءات بطولة الرابطة الأولى بانتظام حاليا، فان ما نشرناه لا يعدّ في خانة التجريم، ف"للناس فيما يعشقون مذاهب".. غير أننا وددنا لو تحلّت لجنة التعيينات بقليل من الفطنة -لا نظنّ أنها غفلت عنها- حتى تجنّب الفرق والحكام احتجاجات وشبهات مجانية بتفادي تعيينهم في مواجهة فرقهم المفضلة..ولو أن المطلعين على الكواليس يدركون أن المصالح والولاءات والعلاقات المهنية قد تطغى أحيانا ويفوق تأثيرها العلاقات العاطفية والانتماءات الرياضية في البطولة التونسية..

طارق العصادي